بين أيدينا كتاب عنوانه “انتباه .. دبابة”.
الكتاب مؤرخ بتاريخ 1937، و قد أشار فيه مؤلفه إلى الدور الذي يجب أن تلعبه الدبابات خلال الحروب المستقبلية.
الكتاب الذي بين أيدينا مؤلفه هو المنظر العسكري و القائد الألماني هاينز غودريان المولود في السابع عشر من يونيو من عام 1888 ، و المتوفى في الرابع عشر من مايو من عام 1954.
كان الظهور اللافت للدبابة خلال سنوات الحرب العالمية الأولى كسلاح جديد سببا في لفت نظر غودريان ناحية التفكير في إنتاج نظريات تستفيد منها ألمانيا مستقبلا حال نشوب حرب، و قد كان ! ، حيث لم تمر سوى سنوات قليلة نشبت بعدها الحرب العالمية الثانية.
في أول سبتمبر من عام 1939 حرك الألمان 55 فرقة تمت زيادتها لتكون 63 لغزو بولندا، و كان غزو بولندا من جانب القوات الألمانية هو السبب الرئيس في اندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث أعلنت بريطانيا في الثالث من سبتمبر وكذا فرنسا على أثر ذلك الغزو الحرب على ألمانيا.
كذلك شن الاتحاد السوفيتي هجوما على بولندا في السابع عشر من سبتمبر من ذات العام، و هو الهجوم الذي أفضى إلى اتفاق بينهم و الألمان على تقاسم الأراضي البولندية، و ذلك قبل أيام قلائل من البداية الرسمية للحرب.
حملة غزو بولندا قاد خلالها الجنرال هاينز غودريان الفيلق التاسع عشر في الجانب الألماني، و هو الفيلق الذي احتل بريست لتوفسك، و لعب دورا مهما في العملية الأولى في الحرب.
هاينز غودريان مهندس هجمات الألمان الكبيرة في الحرب
لاحقا و أثناء الإعداد لغزو فرنسا قدم غودريان المساعدة للقائد إيريك فون مانشتاين في إعداد خطة الغزو البارعة و التي تمكنت بواسطتها ألمانيا من الحاق الهزيمة بجيوش الحلفاء و احتلال فرنسا في العام 1940 في وقت قياسي.
دور غودريان لم ينحصر في إعداد خطة الغزو الألماني لفرنسا فقط، بل قام بتنفيذ جوهر الخطة بنفسه، حيث قاد الفيلق التاسع عشر الذي اخترق غابة الأردين، و هي العملية التي كان نجاحها يعني نجاح الألمان في احتلال فرنسا، و قد أدى الفيلق التاسع عشر مهمته بسرعة فائقة.
ما إن اكتمل للألمان احتلال فرنسا حتى تحرك الجنرال كودريان لإنجاز مهمة أخرى، حيث كان الشرق على موعد مع أقسى مواجهات الحرب العالمية الثانية.
عملية بارباروسا كانت الاسم الحركي لغزو الاتحاد السوفيتي، حيث بدأ الهجوم في الثاني و العشرين من يونيو من عام 1941، بمشاركة 4 ملايين و نصف المليون جندي من القوات الألمانية و القوات المتحالفة معها على جبهة بطول 2900 كيلو متر.
على تلك الجبهة قاد غودريان القوة المدرعة الثانية ضمن المجموعة الوسطى للجيش الألماني في هجوم ناجح أدى حلول الشتاء إلى إبطائه.
و كان اختيار الجنرال غودريان خيار إيقاف الهجوم سببا في عزله من قبل الزعيم أدولف.
نسبة لخبرته الواسعة في مجال الحرب الآلية و الدروع تم استدعاء الجنرال هاينز غودريان في فبراير من عام 1943 للعمل كمفتش عام للقوات المدرعة، و في شهر يوليو من عام 1944 تم تعيينه ليكون رئيسا للأركان في الجيش الألماني.
لقد كان اختياره في ذلك التاريخ أمر فيه شهادة له بالكفاءة و الحنكة العسكرية ، حيث كانت الجبهات التي تقاتل عليها ألمانيا قد استعرت بشكل غير مسبوق ، خاصة بعد هزيمة الجيش الألماني في معركة ستالينجراد.
كانت ستالينجراد مطحنة بشرية استمرت بين الألمان و السوفييت ما بين يومي الحادي و العشرين من أغسطس من عام 1941 و الثاني من فبراير عام 1943.
إلا أن رضا الزعيم الألماني لم يدم طويلا، حيث عُزل غودريان في الثامن و العشرين من مارس عام 1945، حينها كانت الحرب تشرف على نهايتها في أوروبا، و كانت ألمانيا على وشك السقوط في أيدي قوات الحلفاء.
في العاشر من مايو عام 1945 تم إلقاء القبض على الجنرال هاينز غودريان بعد أيام من هزيمة ألمانيا ، و توفي بعد عطاء ثر و مسيرة عسكرية ذاخرة بالسمعة الطيبة في عام 1954 بألمانيا.
